المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

53- وقال أيضاً - محرضاً على تكذيب موسى - : فهلا ألقى عليه ربه أسْورة من ذهب ليلقى إليه بمقاليد الأمور ، أو أعانه بملائكة يؤيدونه إن كان صادقاً في دعواه الرسالة ؟

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

ثم قال فرعون : { فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ } أي : فهلا كان موسى بهذه الحالة ، أن يكون مزينا مجملا بالحلي والأساور ؟ { أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } يعاونونه على دعوته ، ويؤيدونه على قوله .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

26

فلولا ألقى عليه أسورة من ذهب ? . .

هكذا . من ذلك العرض التافه الرخيص ! أسورة من ذهب تصدق رسالة رسول ! أسورة من ذهب تساوي أكثر من الآيات المعجزة التي أيد الله بها رسوله الكريم ! أم لعله كان يقصد من إلقاء أسورة الذهب تتويجه بالملك ، إذ كانت هذه عادتهم ، فيكون الرسول ذا ملك وذا سلطان ?

( أو جاء معه الملائكة مقترنين ) . .

وهو اعتراض آخر له بريق خادع كذلك من جانب آخر ، تؤخذ به الجماهير ، وترى أنه اعتراض وجيه ! وهو اعتراض مكرور ، ووجه به أكثر من رسول !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

وقوله : فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ يقول : فهلا أُلقي على موسى إن كان صادقا أنه رسول ربّ العالمين أسورة من ذهب ، وهو جمع سوار ، وهو القُلْب الذي يجعل في اليد . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَب يقول : أقلبة من ذهب .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة أسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ : أي أقلبة من ذهب .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة والكوفة «فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَساوِرَةٌ مِنْ ذَهَب » . وذُكر عن الحسن البصري أنه كان يقرأه أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ .

وأولى القراءتين في ذلك بالصواب عندي ما عليه قَرَأة الأمصار ، وإن كانت الأخرى صحيحة المعنى .

واختلف أهل العربية في واحد الأساورة ، والأسورة ، فقال بعض نحويّي البصرة : الأسورة جمع إسوار قال : والأساورة جمع الأسورة وقال : ومن قرأ ذلك أساورة ، فإنه أراد أساوير والله أعلم ، فجعل الهاء عوضا من الياء ، مثل الزنادقة صارت الهاء فيها عوضا من الياء التي في زناديق . وقال بعض نحويّي الكوفة : من قرأ أساورة جعل واحدها إسوار ومن قرأ أسورة جعل واحدها سوار وقال : قد تكون الأساورة جمع أسورة كما يقال في جمع الأسقية الأساقي ، وفي جمع الأكرع الأكارع . وقال آخر منهم قد قيل في سوار اليد : يجوز فيه أُسْوار وإسْوار قال : فيجوز على هذه اللغة أن يكون أساورة جمعه . وحُكي عن أبي عمرو بن العلاء أنه كان يقول : واحد الأساورة إسوار قال : وتصديقه في قراءة أبيّ بن كعب «فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أساوِرَةٌ مِنْ ذَهَب » فإن كان ما حُكي من الرواية من أنه يجوز أن يقال في سوار اليد إسوار ، فلا مؤونة في جمعه أساورة ، ولست أعلم ذلك صحيحا عن العرب برواية عنها ، وذلك أن المعروف في كلامهم من معنى الإسوار : الرجل الرامي ، الحاذق بالرمي من رجال العجم . وأما الذي يُلبس في اليد ، فإن المعروف من أسمائه عندهم سوارا . فإذَا كان ذلك كذلك ، فالذي هو أولى بالأساورة أن يكون جمع أسورة على ما قاله الذي ذكرنا قوله في ذلك .

وقوله : أوْ جاءَ مَعَهُ المَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ يقول : أو هلا إن كان صادقا جاء معه الملائكة مقترنين قد اقترن بعضهم ببعض ، فتتابَعُوا يشهدون له بأنه لله رسول إليهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل على اختلاف منهم في العبارة على تأويله ، فقال بعضهم : يمشون معا . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : المَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ قال : يمشون معا .

وقال آخرون : متتابعين . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة أوْ جاءَ مَعَهُ المَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ : أي متتابعين .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، مثله .

وقال آخرون : يقارن بعضهم بعضا . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد ، قال : حدثنا أحمد ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ أوْ جاءَ مَعَهُ المَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ قال : يقارن بعضهم بعضا .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

لمّا تضمن وصفُه موسى بمَهين ولا يكاد يبين أنه مكذّب له دعواه الرسالة عن الله فرع عليه قوله : { فلولا ألقي عليه أساورة من ذهب } ترقياً في إحالة كونه رسولاً من الله ، وفرعون لجهله أو تجاهله يخيّل لقومه أن للرسالة شعاراً كشعار الملوك .

و ( لَولا ) حرف تحْضيض مستعمل في التعجيز مثل ما في قوله { وقالوا لولا نُزّل هذا القرآن على رجلٍ من القريتين عظيمٍ } [ الزخرف : 31 ]

والإلقاء : الرمي وهو مستعمل هنا في الإنزال ، أي هلاّ ألقي عليه من السماء أساورة من ذهب ، أي سَوَّره الرّب بها ليجعله ملكاً على الأمة . وقرأ الجمهور { أساورة } ، وقرأ حفص عن عاصم ويعقوب { أسورة } .

والأساورة : جمع أُسْوار لغة في سِوَار . وأصل الجمع أساوير مخفف بحذف إشباع الكسرة ثم عوّض الهاء عن المحذوف كما عوضت في زنادقة جمع زِنديق إذ حقه زَناديق . وأما سوار فيجمع على أسورة .

والسوار : حلقة عريضة من ذهب أو فضة تحيط بالرسغ ، هو عند معظم الأمم من حلية النساء الحرائر ولذلك جاء في المثل : لَو ذاتُ سوار لَطمَتْني أي لو حُرّة لطمَتْني ، قاله أحد الأسرى لطمته أمة لقوم هو أسيرهم . وكان السوار من شعار الملوك بفارس ومصر يلبَس المَلِك سوارين . وقد كان من شعار الفراعنة لبس سوارين أو أسورة من ذهب وربما جعلوا سوارين على الرسغين وآخرين على العضدين . فلما تخيّل فرعون أن رتبة الرسالة مثل المُلك حَسب افتقادها هو من شعار الملوك عندهم أمارة على انتفاء الرسالة .

و { أو } للترديد ، أي إن لم تُلْق عليه أسَاورة من ذهب فلتجىءْ معه طوائف من الملائكة شاهدين له بالرسالة .

ولم أقف على أنهم كانوا يثبتون وجود الملائكة بالمعنى المعروف عند أهل الدين الإلهي فلعل فرعون ذكر الملائكة مجاراة لموسى إذ لعله سمع منه أن لله ملائكة أو نحو ذلك في مقام الدعوة فأراد إفحامه بأن يأتي معه بالملائكة الذين يظهرون له .

و { مقترنين } حال من { الملائكة } ، أي مقترنين معه فهذه الحال مؤكدة لِمعنى { معه } لئلا يحمل معنى المَعية على إرادة أن الملائكة تُؤيّده بالقول من قولهم : قرنتُه به فاقترن ، أي مقترنين بموسى وهو اقتران النصير لنصيره .