فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

{ فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب } .

تمادى اللعين يشك في صدق موسى- عليه صلوات الله وعلى سائر المرسلين- فقال ما حكاه الكتاب الحكيم : أي إن كان موسى صادقا في دعوى الرسالة فهلا ألقى ربه عليه أساور الذهب ؛

{ أو جاء معه الملائكة مقترنين( 53 ) } .

أو بعث معه ملائكة يمشون معه ويعاونونه ويهيبونه .

أوهم قومه أن رسل الله ينبغي أن يكونوا كرسل الملوك في الشاهد . ولم يعلم أن رسل الله إنما أيدوا بالجنود السماوية ، وكل عاقل يعلم أن حفظ الله موسى- مع تفرده ووحدته- من فرعون مع كثرة أتباعه ؛ وإمداد موسى بالعصا واليد البيضاء كان أبلغ من أن يكون له أسورة أو ملائكة يكونون معه أعوانا . . أو دليلا على صدقه . . لأنه لا يؤمن بالملائكة من لا يعرف خالقهم .