ولما كان عند فرعون وعند من كان مثله مطموس البصيرة فاقد الفهم وقوفاً مع الوهم أن القرب من الملوك والغلبة على الأمور لا تكون إلا بكثرة الأعراض الدنيوية ، والتحلي بحلي الملوك ، سبب عن ادعائه لرسالته عن ملك الملوك اللازمة للقرب منه قوله : { فلولا } ولما كانت الكرامات والحبى والخلع تلقى على المكرم بها إلقاء ، عبر به فقال : { ألقي } أي من أيّ ملق كان { عليه } من عند مرسله الذي يدعي أنه الملك بالحقيقة { أسورة } جمع أسورة - قاله الزجاج ، وصرف لصيرورته على وزن المفرد نحو علانية وكراهية ، والسوار : ما يوضع في المعصم من الحلية { من ذهب } ليكون ذلك أمارة على صدق صحة دعواه كما نفعل نحن عند إنعامنا على أحد من عبيدنا بالإرسال إلى ناحية من النواحي لمهم من المهمات { أو جاء معه } أي صحبته عندما أتى إلينا بهذا النبأ الجسيم والملم العظيم { الملائكة } أي هذا النوع ، وأشار إلى كثرتهم بما بين من الحال بقوله : { مقترنين } أي يقارن بعضهم بعضاً بحيث يملأون الفضاء ويكونون في غاية القرب منه بحيث يكون مقارناً لهم ليجاب إلى هذا الأمر الذي جاء يطلبه كما نفعل نحن إذا أرسلنا رسولاً إلى أمر يحتاج إلى دفاع وخصام ونزاع ، فكان حاصل أمره كما ترى أنه تعزز بإجراء المياه ، فأهلكه الله بها إيماء إلى أن من تعزز بشيء دون الله أهلكه الله به ، واستصغر موسى عليه الصلاة والسلام وعابه بالفقر والغي فسلطه عليه إشارة إلى أنه ما استصغر أحد شيئاً إلا غلبه - أفاده القشيري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.