المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

وقوله : { فلولا ألقي عليه } يريد من السماء على معنى التكرمة .

وقراءة الجمهور : «أُلقي » على بناء الفعل للمفعول . وقرأ الضحاك : «أَلقَى » بفتح الهمزة والقاف على بنائه للفاعل «أساورة » نصباً .

وقرأ جمهور القراء : «أساورة » وقرأ حفص عن عاصم : «أسورة » ، وهي قراءة الحسن والأعرج وقتادة وأبي رجاء ومجاهد . وقرأ أبي بن كعب : «أساور » . وفي مصحف ابن مسعود : «أساوير » ، ويقال سوار وأسوار لما يجعل في الذراع من الحلي ، حكى أبو زيد اللغتين وأبو عمرو بن العلاء ، وهو كالقلب ، قاله ابن عباس ، وكانت عادة الرجال يومئذ حبس ذلك والتزيي به . و : { أساورة } جمع أسوار ، ويجوز أن يكون جمع أسورة ، كأسقية وأساقي ، وكذلك : أساور ، جمع أسوار . والهاء في : { أساورة } عوض من الياء المحذوفة ، لأن الجمع إنما هو أساوير كما في مصحف ابن مسعود ، فحذفوا الياء وجعلوا الهاء عوضاً منها ، كما فعلوا ذلك في زنادقة وبطارقة وغير ذلك ، وأساورة : جمع سوار .

وقوله : { مقترنين } أي يحمونه ويشهدون له ويقيمون حجته .