الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

وقوله : { فَلَوْلاَ أُلْقِىَ عَلَيْهِ } : يريد من السماء ، على معنى التكرمة ، وقرأ الجمهور : ( أَسَاوِرَةٌ ) وقرأ حفص عن عاصم : ( أَسْوِرَةٌ ) وهو ما يجعل في الذِّرَاعِ من الحلي ، وكانت عادة الرجال يومئذ لُبْسَ ذلك والتَّزَيُّنَ به .

( ت ) : وذكر بعض المفسرين عن مجاهد أَنَّهم كانوا إذا سَوَّدُوا رجلاً سَوَّرُوهُ بِسِوَارٍ ، وَطَوَّقُوهُ بِطَوْقٍ من ذهب ؛ علامةً لسيادته ، فقال فرعون : ( هلا ألقى ) رَبُّ موسى على موسى { أسورةً من ذهب ، أو جاء معه الملائكةُ مقترنين } مُتَتَابعين ، يُقَارِنُ بعضُهُمْ بَعْضاً ، يمشون معه شاهدين له ، انتهى . وقال ( ع ) : قوله : { مُقْتَرِنِينَ } : أي : يحمونه ، ويشهدون له ، ويقيمون حُجَّتَهُ .

( ت ) : وما تقدَّم لغيره أحسنُ ، ولا يُشَكُّ أنْ فرعونَ شَاهَدَ مِنْ حماية اللَّه لموسى أموراً لم يَبْقَ معه شَكٌّ في أنَّ اللَّه قَدْ مَنَعَهُ منه .