قوله تعالى : { فَلَوْلاَ أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَساوِرَةٌ } قرأ حفص{[49960]} أَسْوِرَةٌ كأَحْمِرةٍ{[49961]} . والباقون أَسَاوِرَة ، فأسورة جمع «سِوَارٍ » كحِمَارٍ ، وأَحْمِرَةٍ ، وهو جمع قلة . وأَسَاوِرَةٌ جمع إِسْوَار بمعنى سُوار ، يقال : سوارُ المرأةِ ، وأَسْوَارُهَا . والأصل أَسَاوِير بالياء ، فعوض من حرف المد تاء التأنيث ، كبطريقِ وبَطَارِقَةٍ ، وزِنْدِيقٍ وزَنَادِقَةٍ{[49962]} .
وقيل : بل هي جمع أَسْوِرَة فهي جمع الجمع{[49963]} . وقر أبي والأعمش وتروى عن أبي عمرو أَسَاوِرُ دون تاء{[49964]} . وروي عن أبي أيضاً وعبد الله : أَسَاوِير{[49965]} . وقرأ الضحاك : أَلْقَى مبنياً للفاعل{[49966]} ، أي الله تعالى وَأَسَاوِرَةً نصباً على المفعولية و«مِنْ ذَهَبٍ » صفة لأساورة . ويجوز أن تكون «من » الداخلة على التمييز{[49967]} .
ومعنى الكلام أن عادتهم جرت بأنهم إذا جعلوا واحداً منهم رئيساً لهم سوّره بسوار من ذهب وطَوَّقُوه بطَوْق من ذهب ، فطلب فرعون من موسى عليه الصلاة والسلام مثل عادتهم ، وحاصل الكلام أن فرعون كان يقول : أنا أكثر منه مالاً وجاهاً فوجب أن أكون أفضل منه فيمتنع كونه رسولاً من عند الله لأن منصب النوبة يقتضي المَخْدُوميَّةَ ، والأخسَ لا يكون مخدوماً للأشرف ثم قال : { أَوْ جَآءَ مَعَهُ الملائكة مُقْتَرِنِينَ } متتابعين يعاون بعضهم بعضاً يشهدون له بصدقه ويُعِينُونَهُ على أمره ويجوز أن يكون المراد مقترنين به من قولك : قَرَنْتُهُ بِِهِ{[49968]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.