فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{فَلَوۡلَآ أُلۡقِيَ عَلَيۡهِ أَسۡوِرَةٞ مِّن ذَهَبٍ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ مُقۡتَرِنِينَ} (53)

{ فَلَوْلاَ أُلْقِىَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مّن ذَهَبٍ } أي فهلا حلى بأساورة الذهب إن كان عظيماً ، وكان الرجل فيهم إذا سوّدوه سوّروه بسوار من ذهب ، وطوّقوه بطوق من ذهب . قرأ الجمهور : { أساورة } جمع أسورة جمع سوار . وقال أبو عمرو بن العلاء : واحد الأساورة ، والأساور ، والأساوير أسوار ، وهي لغة في سوار . وقرأ حفص : { أسورة } جمع سوار ، وقرأ أبيّ : " أساور " ، وابن مسعود : " أساوير " . قال مجاهد : كانوا إذا سوّدوا رجلاً سوّروه بسوارين ، وطوّقوه بطوق ذهب علامة لسيادته . { أَوْ جَاء مَعَهُ الملائكة مُقْتَرِنِينَ } معطوف على ألقى ، والمعنى : هلا جاء معه الملائكة متتابعين متقارنين إن كان صادقاً يعينونه على أمره ، ويشهدون له بالنبوّة ، فأوهم اللعين قومه أن الرسل لابدّ أن يكونوا على هيئة الجبابرة ، ومحفوفين بالملائكة .

/خ56