تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّهِۦ وَيَتۡلُوهُ شَاهِدٞ مِّنۡهُ وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامٗا وَرَحۡمَةًۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِهِۦ مِنَ ٱلۡأَحۡزَابِ فَٱلنَّارُ مَوۡعِدُهُۥۚ فَلَا تَكُ فِي مِرۡيَةٖ مِّنۡهُۚ إِنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يُؤۡمِنُونَ} (17)

{ أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه } يعنى القرآن ، { شاهد منه } ، يقول : يقرؤه جبريل ، عليه السلام ، على محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو شاهد لمحمد أن الذي يتلوه محمد من القرآن أنه جاء من الله تعالى .

ثم قال : { ومن قبله كتاب موسى } يقول : ومن قبل كتابك يا محمد ، قد تلاه جبريل على موسى ، يعنى التوراة ؛ ، { إماما } يقتدي به ، يعنى التوراة ، { ورحمة } لهم من العذاب ، لمن آمن به ، { أولئك يؤمنون به } ، يعنى أهل التوراة يصدقون بالقرآن كقوله في الرعد : { والذين آتيناهم الكتاب يفرحون } [ الرعد :36 ] ، يعنى بقرآن محمد صلى الله عليه وسلم أنه من الله عز وجل .

{ ومن يكفر به } بالقرآن { من الأحزاب } ، يعنى ابن أمية ، وابن المغيرة ، وابن عبد الله المخزومي ، وآل أبي طلحة بن عبد العزى ، { فالنار موعده } ، يقول : ليس الذي عمل على بيان من ربه كالكافر بالقرآن موعده النار ليسوا بسواء ، { فلا تك في مرية منه } وذلك أن كفار قريش قالوا : ليس القرآن من الله ، إنما تقوله محمد ، وإنما يلقيه الري ، وهو شيطان يقال له : الري ، على لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : { فلا تك في مرية منه } ، يقول : في شك من القرآن ، { إنه الحق من ربك } ، إنه من الله عز وجل ، وأن القرآن حق من ربك ، { ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } [ آية :17 ] ، يعنى ولكن أكثر أهل مكة لا يصدقون بالقرآن أنه من عند الله تعالى .