قوله : { أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه } إلى قوله { لا يومنون }[ 17 ] .
والمعنى : أفمن كان على بينة من ربه ، كالذي يريد الحياة الدنيا وزينتها ، وهو {[32041]} النبي صلى الله عليه وسلم {[32042]} .
والهاء في ( ربه ) تعود عليه {[32043]} . قال ذلك قتادة . وعكرمة ، والنخعي {[32044]} .
وقوله : { ويتلوه شاهد } {[32045]} : أي : ويتلو {[32046]} محمدا شاهد منه : أي : من الله ، وهو القرآن {[32047]} .
وقيل : المعنى : ويتلو القرآن شاهدا منه ، أي : من محمد . وهو لسانه ، أي : يقرأه : وهو قول الحسن ، ومعمر {[32048]} .
ويجوز أن تكون الهاء في ويتلوه للبينة {[32049]} ، لأنها بمعنى {[32050]} البيان .
وقال ابن عباس : { شاهد منه } : هو جبريل عليه السلام ، يتلو القرآن من عند الله عز وجل ، على محمد صلى الله عليه وسلم {[32051]} .
وقال مجاهد : هو ملك مع النبي صلى الله عليه وسلم {[32052]} ، يحفظه من عند الله سبحانه {[32053]} {[32054]} .
وقيل : إن قوله { أفمن كان على بينة من ربه }[ 17 ] ، يعني : به النبي صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنين {[32055]} . ودل {[32056]} على ذلك قوله : { أولئك يومنون به } {[32057]} .
وقيل : المعنى : ويتلوه شاهد من الله عز وجل ، والشاهد {[32058]} : الإنجيل ، ويتلوه القرآن بالتصديق {[32059]} .
{ ومن قبله كتاب موسى }[ 17 ] ، أي ومن قبل الإنجيل التوراة {[32060]} .
وقال الزجاج : المعنى : ويتلوه من قبله كتاب موسى ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم موصوف في التوراة {[32061]} والإنجيل {[32062]} .
وحكى أبو حاتم : ( ومن قبله كتاب موسى ) بالنصب {[32063]} ، على العطف على الهاء في ( يتلوه ) . أي : ويتلو كتاب موسى جبريل ، فهو من التلاوة التي هي القراءة ، وكذلك قال {[32064]} ابن عباس ، قال : ( الشاهد ) : جبريل {[32065]} ، و( منه ) : من الله عز وجل . و( من قبله ) تلى جبريل كتاب موسى على موسى صلى الله عليه وسلم {[32066]} . ويجوز الرفع في { كتاب } على هذا المعنى ، كما تقول : رأيت أخاك ، وأباك {[32067]} : أي : وأباك كذلك . فيكون المعنى : ومن قبله كتاب موسى كذلك : أي : تلاه جبريل على موسى ، كما تلى على محمد عليهم السلام .
والمعنى : أفمن كان على هذه الحال ، كمن هو في الضلالة {[32068]} ، والعمى {[32069]} . واختار قوم أن يكون المعنى : أن الشاهد القرآن {[32070]} ، يتلوه {[32071]} محمد {[32072]} ، أي : بعده شاهدا له . ودل على ذلك قوله : { ومن قبله كتاب موسى } .
قال ابن عباس : الشاهد جبريل {[32073]} .
قال مجاهد : الشاهد حافظ من الله عز وجل ، يحفظ محمدا : أي : ملك {[32074]} .
فالهاء في ( منه ) تعود على الله ، سبحانه ، في هذين القولين .
وقيل : ( الشاهد ) : لسان محمد صلى الله عليه وسلم ، والهاء تعود على محمد قاله الحسن {[32075]} .
وقيل : الشاهد هو {[32076]} إعجاز القرآن ، والهاء في ( منه ) للقرآن {[32077]} . والهاء في { يومنون به } للقرآن {[32078]} .
قيل : الشاهد هو إعجاز القرآن ، والهاء في ( منه ) للقرآن والهاء في { يومنون به } للقرآن ، وقيل لمحمد صلى الله عليه وسلم {[32079]} .
ثم قال تعالى : { أولئك يومنون به }[ 17 ] : أي : من هذه صفته ، يؤمن {[32080]} بالقرآن ، وإن كفر به هؤلاء الذين قالوا : إن محمدا افتراه {[32081]} .
ثم قال : { ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده }[ 17 ] يعني {[32082]} : من مشركي {[32083]} العرب وغيرهم {[32084]} ، ممن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة ، من كفر بمحمد ، فالنار موعده يهوديا ، كان أو نصرانيا ، أو غير ذلك .
ثم قال : { فلا تك في مرية منه }[ 17 ] هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم {[32085]} ، والمراد : أمته {[32086]} ، { إنه الحق من ربك }[ 17 ] أي : القرآن حق من عند الله عز وجل ، فلا تكونوا أيها المؤمنون في شك من ذلك .
{ ولكن الناس لا يومنون }[ 17 ] أي : ( لا تصدقون {[32087]} ، بأن ذلك كذلك ) {[32088]} .
{ شاهد {[32089]} منه } : وقف عند نافع على معنى : ويتلو {[32090]} القرآن شاهد من الله ، وهو جبريل {[32091]} .
{ يومنون به } : وقف {[32092]} ، وكذلك : { فالنار موعده ) {[32093]} ، وكذلك { فلا تك في مرية منه } {[32094]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.