تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{قَالُوٓاْ أَضۡغَٰثُ أَحۡلَٰمٖۖ وَمَا نَحۡنُ بِتَأۡوِيلِ ٱلۡأَحۡلَٰمِ بِعَٰلِمِينَ} (44)

ف { قالوا أضغاث أحلام } ، يعنى : أحلام مختلطة كاذبة ، ثم علموا أن لها تعبيرا ، وأنها ليست من الأحلام المختلطة ، فمن ثم قالوا : { وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين } ، آية ، وجاءه جبريل ، عليه السلام ، فأخبره أنه يخرج من السجن غدا ، وأن الملك قد رأى رؤيا ، فلما نظر يوسف إلى جبريل عليه البياض مكلل باللؤلؤ . قال مقاتل : قال له : أيها الملك الحسن وجهه ، الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، أي رسل ربي أنت ؟ قال : أنا جبريل ، قال : ما أتى بك ؟ قال : أبشرك بخروجك ، قال : ألك علم بيعقوب أبي ما فعل ؟ قال : نعم ، ذهب بصره من الحزن عليك .

قال : أيها الملك الحسن وجهه ، الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، ما بلغ من حزنه ؟ قال : بلغ حزنه حزن سبعين مثكلة بولدها ، قال : أيها الملك الحسن وجهه ، الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، فما له من الأجر ؟ قال : أجر مائة شهيد ، وألف مثكلة موجعة ، قال : أيها الملك الحسن وجهه ، الطيب ريحه ، الطاهر ثيابه ، الكريم على ربه ، هل رأيت يعقوب ؟ قال : نعم ، قال أيها الملك ، من ضم إليه بعدي ؟ قال : أخاك بنيامين ، قال يوسف : يا ليت السباع تقسمت لحمي ، ولم يلق يعقوب في سبيلي ما لقي .