{ ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر } ، وذلك أن غلاما لعامر بن الحضرمي القرشي يهوديا أعجميا ، كان يتكلم بالرومية ، يسمى : يسار ، ويكنى : أبا فكيهة ، كان كفار مكة إذا رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يحدثه ، قالوا : إنما يعلمه يسار أبو فكيهة ، فأنزل الله تعالى : { ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر } ، ثم أخبر عن كذبهم ، فقال سبحانه : { لسان الذي يلحدون إليه } ، يعني : يميلون ، كقوله سبحانه : { ومن يرد فيه بإلحاد } [ الحج :25 ] ، يعني : يميل ، { أعجمي } : رومي ، يعني : أبا فكيهة ، { وهذا } القرآن ، { لسان عربي مبين } [ آية :103 ] ، يعني : بين يعقلونه ، نظيرها في حم السجدة قوله سبحانه : { ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي } [ فصلت :44 ] لقالوا : محمد صلى الله عليه وسلم عربي ، والقرآن أعجمي ، فذلك قوله سبحانه : { قرآنا أعجميا } إلى آخر الآية .
فضربه سيده ، فقال : إنك تعلم محمدا صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو فكيهة : بل هو يعلمني ، فأنزل الله عز وجل في قولهم : { وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين } [ الشعراء :192 ،193 ] ؛ لقولهم : إنما يعلم محمدا صلى الله عليه وسلم يسار أبو فكيهة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.