تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{۞وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ مَاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡۚ قَالُواْ خَيۡرٗاۗ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۚ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞۚ وَلَنِعۡمَ دَارُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (30)

ثم قال تعالى : { وقيل للذين اتقوا } ، يعنى الذين عبدوا ربهم : { ماذا أنزل ربكم قالوا } أنزل { خيرا } ، وذلك أن الرجل كان يبعثه قومه وافدا إلى مكة ليأتيهم بخبر محمد صلى الله عليه وسلم ، فيأتي الموسم ، فيمر على هؤلاء الرهط من قريش الذين على طرق مكة ، فيسألهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فيصدونه عنه لئلا يلقاه ، فيقول : بئس الرجل الوافد أنا لقومي أن أرجع قبل أن ألقى محمدا صلى الله عليه وسلم وأنا منه على مسيرة ليلة أو ليلتين ، وأسمع منه ، فيسير حتى يدخل مكة ، فيلقي المؤمنين ، فيسألهم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن قولهم ، فيقولون للوافد : أنزل الله عز وجل خيرا ، بعث رسولا صلى الله عليه وسلم ، وأنزل كتابا يأمر فيه بالخير ، وينهي عن الشر ، ففيهم نزلت : { وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا } ، ثم انقطع الكلام .

يقول الله سبحانه : { للذين أحسنوا } العمل { في هذه الدنيا } لهم { حسنة } في الآخرة ، يعني الجنة ، { ولدار الآخرة خير } ، يعنى الجنة أفضل من ثواب المشركين في الدنيا الذي ذكر في هذه الآية الأولى ، يقول الله تعالى : { ولنعم دار المتقين } [ آية :30 ] الشرك ، يثنى على الجنة .