ثم أتبع أوصاف الأشقياء بأوصاف السعداء ، فقال : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتقوا } وهم المؤمنون { مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا } أي : أنزل خيراً . قال الثعلبي : فإن قيل : لم ارتفع الجواب في قوله : { أساطير الأوّلين } وانتصب في قوله : { خيراً } ؟ فالجواب أن المشركين لم يؤمنوا بالتنزيل ، فكأنهم قالوا : الذي [ يقوله ] محمد هو أساطير الأوّلين ، والمؤمنون آمنوا بالنزول . فقال : أنزل خيراً { لّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذه الدنيا حَسَنَةٌ } قيل : هذا من كلام الله عزّ وجلّ ، وقيل : هو حكاية لكلام الذين اتقوا ، فيكون على هذا بدلاً من { خيراً } ، وعلى الأوّل يكون كلاماً مستأنفاً مسوقاً للمدح للمتقين ، والمعنى : للذين أحسنوا أعمالهم في الدنيا حسنة أي : مثوبة حسنة { وَلَدَارُ الآخرة } أي : مثوبتها { خَيْرٌ } مما أوتوا في الدنيا { وَلَنِعْمَ دَارُ المتقين } دار الآخرة ، فحذف المخصوص بالمدح لدلالة ما قبله عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.