التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ مَاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡۚ قَالُواْ خَيۡرٗاۗ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۚ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞۚ وَلَنِعۡمَ دَارُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (30)

قوله تعالى { وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة ، قوله { وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة } وهؤلاء مؤمنون ، فيقال لهم { ماذا أنزل ربكم } فيقولون { خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة } أي آمنوا بالله وأمروا بطاعة الله وحثوا أهل طاعة الله على الخير ودعوهم إليه .

قال ابن كثير : ثم أخبر عما وعد الله عباده فيما أنزله على رسله فقال : { للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة } الآية ، كقوله تعالى : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } أي : من أحسن عمله في الدنيا أحسن الله إليه عمله في الدنيا والآخرة .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن من أحسن عمله في هذه الدار التي هي الدنيا كان له عند الله الجزاء الحسن في الآخرة وأوضح هذا المعنى في آيات كثيرة كقوله { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة } .