{ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ( 30 ) } .
ثم اتبع أوصاف الأشقياء بأوصاف السعداء فقال : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْاْ } وهم المؤمنون { مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا } أي أنزل خيرا ، ورفع الأول ونصب هذا فرقا بين جواب المقر وجواب الجاحد { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ } قيل هذا من كلام الله عز وجل ، وقيل هو حكاية لكلام الذين اتقوا فيكون هذا بدلا من خير . قاله الزمخشري . وعلى الأول يكون كلاما مستأنفا مسوقا لمدح المتقين .
والمعنى للذين أحسنوا أعمالهم بالإيمان في الدنيا مثوبة حسنة مضاعفة من الواحد إلى العشرة إلى السبعمائة إلى أضعاف كثيرة . وقال قتادة : أحسنوا أي آمنوا بالله وكتبه ورسله ، وأمروا بطاعة الله وحثوا عباد الله على الخير ودعوهم إليه .
قال الضحاك : هي النصر والفتح ، وقال مجاهد : هي الرزق الحسن . وقيل الحياة الطيبة وهي استحقاق المدح والثناء أو فتح أبواب المشاهدات والمكاشفات . قاله الكرخي .
{ وَلَدَارُ الآخِرَةِ } أي مثوبتها وهي الجنة { خَيْرٌ } مما أتوا في الدنيا { وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ } دار الآخرة فحذف المخصوص بالمدح لدلالة ما قبله عليه { جنات عدن } أي بساتين إقامة من عدن بالمكان إذا أقام به . قيل يجوز أن يكون هو المخصوص بالمدح فيجيء فيها ثلاثة أوجه : رفعها بالابتداء والجملة المتقدمة خبرها ، أو رفعها خبرا لمبتدأ مضمر أو رفعها بالابتداء والخبر محذوف وهو أضعفها ، ويجوز أن يكون جنات عدن خبر مبتدأ مضمر لا على ما تقدم بل يكون المخصوص محذوفا تقديره ولنعم دارهم هي جنات ، وقدره الزمخشري ولنعم دار المتقين دار الآخرة ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر الجملة من قوله يدخلونها ، ويجوز أن يكون الخبر مضمرا تقديره لهم جنات دل عليه قوله للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة . قاله السمين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.