بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ مَاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡۚ قَالُواْ خَيۡرٗاۗ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۚ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞۚ وَلَنِعۡمَ دَارُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (30)

قوله تعالى : { وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتقوا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْ خَيْرًا } أي : يدعو إلى الخير { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ فِى هذه الدنيا حَسَنَةٌ } أي : للذين وحّدوا في هذه الدنيا ، لهم الحسنة في الآخرة أي : الجنة { وَلَدَارُ الآخرة } يعني : الجنة { خَيْرٌ } أي : أفضل من الدنيا { وَلَنِعْمَ دَارُ المتقين } يعني : المطيعين . قال مقاتل في قوله : { قَالُواْ خَيْرًا } أي : قالوا للوافد إنه يأمر بالخير ، وينهى عن الشر { قَالُواْ خَيْرًا } ثم قطع الكلام .

يقول الله تعالى : { لّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى } أي : أحسنوا العمل في هذه الدنيا ، لهم حسنة في الآخرة أي : في الجنة { وَلَدَارُ الآخرة خير } خير يعني : الجنة أفضل من ثواب المشركين الذين يحملون أوزارهم . ويقال : هذه كلها حكاية كلام المؤمنين ، إلى قوله : { المتقين } قرأ عاصم في رواية أبي بكر : { تُسِرُّونَ وتعلنون } بالتاء على معنى المخاطبة . { سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ } بالياء على معنى المغايبة . وروي عن حفص : الثلاث كلها بالياء على معنى المغايبة . وقرأ الباقون : بالتاء على معنى المخاطبة .