محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{۞وَقِيلَ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ مَاذَآ أَنزَلَ رَبُّكُمۡۚ قَالُواْ خَيۡرٗاۗ لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ فِي هَٰذِهِ ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٞۚ وَلَدَارُ ٱلۡأٓخِرَةِ خَيۡرٞۚ وَلَنِعۡمَ دَارُ ٱلۡمُتَّقِينَ} (30)

[ 30 ] { * وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين 30 } .

{ وقيل للذين اتقوا } وهم المؤمنون { ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا } أي أنزل خيرا ، أي رحمة وبركة لمن اتبعه وآمن به . ثم أخبر سبحانه عما وعد به عباده بقوله : { للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير } أي لمن أحسن عمله ، مكافأة في الدنيا بإحسانهم . ولهم في الآخرة ما هو خير منها . فقوله : { في هذه الدنيا } متعلق ب { حسنة } كتعلقه ب { أحسنوا } . قال الشهاب : والحسنة التي في الدنيا الظفر وحسن السيرة وغير ذلك . وهذه الآية كقوله تعالى{[5252]} : { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن لنحيينّه حياة طيبة ، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } وقوله{[5253]} : { فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة } وقال تعالى{[5254]} : { وما عند الله خير / للأبرار } وقال{[5255]} : { والآخرة خير وأبقى } ، ثم وصف تعالى الدار الآخرة بقوله : { ولنعم دار المتقين } .


[5252]:[16/ النحل / 97].
[5253]:[3 / آل عمران / 148].
[5254]:[3 / آل عمران / 198].
[5255]:[87 / الأعلى / 17].