تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةٗ مِّنۡهُ وَفَضۡلٗاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ} (268)

ثم قال سبحانه : { الشيطان يعدكم الفقر } ، عند الصدقة ، ويأمركم أن تمسكوا صدقتكم ، فلا تنفقوا فلعلكم تفتقرون ، { ويأمركم بالفحشاء } ، يعني المعاصي ، يعني بالإمساك عن الصدقة ، { والله يعدكم } عند الصدقة { مغفرة منه } لذنوبكم ويعدكم { وفضلا } ، يعني الخلف من صدقتكم ، فيجعل لكم الخلف بالصدقة في الدنيا ، ويغفر لكم الذنوب في الآخرة ، { والله واسع } لذلك الفضل { عليم } بما تنفقون ، وذلك قوله سبحانه في التغابن : { إن تقرضوا الله قرضا حسنا } ( التغابن : 17 ) يعني به الصدقة محتسبا طيبة بها نفسه ، يضاعفه لكم في الدنيا ، ويغفر لكم بالصدقة في الآخرة .