فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلشَّيۡطَٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَآءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةٗ مِّنۡهُ وَفَضۡلٗاۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ} (268)

{ الشيطان يعدكم الفقر{[824]} ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } . . . الشيطان يعدكم أيها الناس بالصدقة وأدائكم الزكاة الواجبة عليكم في أموالكم أن تفتقروا . . . ويأمركم بمعاصي الله عز وجل وترك طاعته ، { والله يعدكم مغفرة منه } . . يستر عليكم فحشاءكم بصفحه لكم عن عقوبتكم عليها فيغفر لكم ذنوبكم بالصدقة التي تتصدقون ؛ { وفضلا } يعني : ويعدكم أن يخلف عليكم من صدقتكم فيتفضل عليكم من عطاياه ، ويسبغ عليكم في أرزاقكم . . { والله واسع عليم } . . واسع الفضل الذي يعدكم أن يعطيكموه من فضله وسعة خزائنه { عليم } بنفقاتكم وصدقاتكم التي تنفقون وتصدقون بها يحصيها لكم حتى يجازيكم بها عند مقدمكم عليه في آخرتكم .


[824]:روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن للشيطان لمة بابن آدم وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك فليعلم أنه من الله فيحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم قرأ {الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء} الآية: اللمة المرة الواحدة من الإلمام وهو القرب من الشيء والمراد بها: الهمة التي تقع في القلب من فعل الخير والشر والعزم عليه.