قوله : { الشيطان يَعِدُكُمُ الفقر } قد تقدّم معنى الشيطان ، واشتقاقه . و { يعدكم } معناه يخوّفكم الفقر أي : بالفقر لئلا تنفقوا ، فهذه الآية متصلة بما قبلها . وقرئ : «الفقر » بضم الفاء ، وهي لغة . قال الجوهري : والفقر لغة في الفقر ، مثل الضعف ، والضعف . والفحشاء الخصلة الفحشاء ، وهي المعاصي ، والإنفاق فيها ، والبخل عن الإنفاق في الطاعات .
قال في الكشاف : والفاحش عند العرب البخيل . انتهى . ومنه قول طرفة بن العبد :
أَرَى الموتَ يَعْتامُ الكِرَامَ وَيصْطَفِى *** عَقِيلةَ مالِ الفَاحِش المُتَشَدِّدِ
ولكن العرب ، وإن أطلقته على البخيل ، فذلك لا ينافي إطلاقهم له على غيره من المعاصي ، وقد وقع كثيراً في كلامهم . وقوله : { والله يَعِدُكُم مغْفِرَةً منْهُ وَفَضْلاً } الوعد في كلام العرب : إذا أطلق ، فهو في الخير ، وإذا قيد ، فقد يقيد تارة بالخير ، وتارة بالشرّ . ومنه قوله تعالى : { النار وَعَدَهَا الله الذين كَفَرُوا } [ الحج : 72 ] ومنه أيضاً ما في هذه الآية من تقييد ، وعد الشيطان بالفقر ، وتقييد وعد الله سبحانه بالمغفرة ، والفضل . والمغفرة : الستر على عباده في الدنيا ، والآخرة لذنوبهم ، وكفارتها ، والفضل أن يخلف عليهم أفضل مما أنفقوا ، فيوسع لهم في أرزاقهم ، وينعم عليهم في الآخرة بما هو أفضل ، وأكثر ، وأجل ، وأجمل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.