{ أيود أحدكم أن تكون له جنة } ، هذا مثل ضربه عز وجل لعمل الكافر ، جنة { من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء } ، يعني عجزة لا حيلة لهم ، { فأصابها إعصار فيه نار } ، يعني ريح فيها نار ، يعني فيها سَمومٌ حارة ، { فاحترقت } ، يقول : مثل الكافر كمثل شيخ كبير له بستان فيه من كل الثمرات ، وله ذرية أولاد صغار ، يعني عجزة لا حيلة لهم ، فمعيشته ومعيشة ذريته من بستانه ، فأرسل الله عز وجل على بستانه السَّمومَ الحارةَ ، فأحرقت بستانه ، فلم يكن له قوة من كبره أن يدفع عن جنته ، ولم تستطع ذريته الصغار أن يدفعوا عن جنتهم التي كانت معيشتهم منها حين احترقت ، ولم يكن للشيخ قوة أن يغرس مثل جنته ، ولم يكن عند ذريته خير ، فيعودون به على أبيهم عندما كان أحوج إلى خير يصيبه ، ولا يجد خيرا ، ولا يدفع عن نفسه عذابا ، كما لم يدفع الشيخ الكبير ، ولا ذريته عن جنتهم شيئا حين احترقت ، ولا يردُّ الكافر إلى الدنيا فيُعْتَبَ ، كما لا يرجع الشيخ الكبير شابا ، فيغرس جنة مثل جنته ، ولم يقدم لنفسه خيرا ، فيعود عليه في الآخرة ، وهو أحوج ما يكون إليه كما لم يكن عند والده شيئا فيعودون به على أبيهم ، ويُحْرَم الخَيْرَ في الآخرة عند شدة حاجته إليه ، كما حُرِمَ جنتَه عندما كان أحوجَ ما يكون إليها عند كبر سنه وضعف ذريته ، { كذلك } ، يعني هكذا { يبين الله لكم الآيات } ، يعني يبين الله أمره ، { لعلكم } ، يقول : لكي { تتفكرون } في أمثال الله عز وجل فتعتبروا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.