تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{فِي بِضۡعِ سِنِينَۗ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡرُ مِن قَبۡلُ وَمِنۢ بَعۡدُۚ وَيَوۡمَئِذٖ يَفۡرَحُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} (4)

{ في بضع سنين } يعني خمس سنين ، أو سبع سنين إلى تسع ، { لله الأمر من قبل } حين ظهرت فارس على الروم ، { ومن بعد } ما ظهرت الروم على فارس ، { ويومئذ يفرح المؤمنون } آية وذلك أن فارس غلبت الروم ، ففرح بذلك كفار مكة ، فقالوا : إن فارس ليس لهم كتاب ، ونحن منهم ، وقد غلبوا أهل الروم ، وهم أهل كتاب قبلكم ، فنحن أيضا نغلبكم كما غلبت فارس الروم ، فخاطرهم أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه ، على أن يظهر الله عز وجل الروم على فارس ، فلما كان يوم بدر غلب المسلمون كفار مكة ، وأتى المسلمين الخبر بعد ذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون بالحديبية أن الروم قد غلبوا أهل فارس ، ففرح المسلمون بذلك ، فذلك قوله تبارك وتعالى :{ ويومئذ يفرح المؤمنون } { بنصر الله ينصر من يشاء } فنصر الله عز وجل الروم على فارس ، ونصر المؤمنين على المشركين يوم بدر .

قال أبو محمد : سألت أبا العباس ثعلب عن البضع والنيف ، فقال البضع : من ثلاث إلى تسع ، والنيف : من واحد إلى خمسة ، وربما أدخلت كل واحدة على صاحبتها فتجوز مجازها ، فأخذ أبو بكر الصديق ، رضي الله عنه الخطر من صفوان بن أمية ، والنبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية مقيم حين صده المشركين عن دخول مكة ، { وهو العزيز } يعني المنيع في ملكه { الرحيم } آية بالمؤمنين حين نصرهم .