تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{وَسۡـَٔلۡهُمۡ عَنِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِي كَانَتۡ حَاضِرَةَ ٱلۡبَحۡرِ إِذۡ يَعۡدُونَ فِي ٱلسَّبۡتِ إِذۡ تَأۡتِيهِمۡ حِيتَانُهُمۡ يَوۡمَ سَبۡتِهِمۡ شُرَّعٗا وَيَوۡمَ لَا يَسۡبِتُونَ لَا تَأۡتِيهِمۡۚ كَذَٰلِكَ نَبۡلُوهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ} (163)

{ واسألهم عن القرية } ، اسمها أيلة ، على مسيرة يومين من البحر بين المدينة والشام ، مسخوا على عهد داود ، عليه السلام ، قردة ، يعني اليهود ، وإنما أمر الله النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألهم : أمسخ الله منكم قردة وخنازير ؟ لأنهم قالوا : إنا أبناء الله وأحباؤه ، وإن الله لا يعذبنا في الدنيا ولا في الآخرة ، لأنا من سبط خليله إبراهيم ، ومن سبط إسرائيل ، وهو بكر نبيه ، ومن سبط كليم الله موسى ، ومن سبط ولده عزير ، فنحن من أولادهم ، فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : { واسألهم عن القرية } { التي كانت حاضرة البحر } ، إما عذبهم الله بذنوبهم .

ثم أخبر عن ذنوبهم ، فقال : { إذ يعدون في السبت } ، يعني يعتدون ، { إذ تأتيهم حيتانهم } ، يعني السمك ، { يوم سبتهم شرعا } ، يعني شارعة من غمرة الماء إلى قريب من الحذاء ، يعني الشط أمنت أن يصدن ، { ويوم لا يسبتون } ، يعني حين لا يكون يوم السبت ، { لا تأتيهم كذلك } ، يعني هكذا ، { نبلوهم } ، يعني نبتليهم بتحريم السمك في السبت ، { بما كانوا يفسقون } ، جزاء منا ، يعني بما كانوا يعصون .