ثم أمر نبيه لتقتدي به أمته بكلمة جامعة للعقائد والأعمال قائلاً { فاستقم كما أمرت } عن جعفر الصادق رضي الله عنه . معناه افتقر إلى الله بصحة العزم يعني الوثوق به والتوكل عليه { ومن تاب معك } عطف على الضمير في { فاستقم } وصح للفصل أو هو ابتداء أي ومن تاب معك فليستقم أو مفعول معه . ثم كما أمر بالاستقامة على جادّة الحق نهى عن الانحراف عنها فقال { ولا تطغوا } والطغيان مجاوزة الحد . وقال ابن عباس : يريد تواضعوا للحق ولا تتكبروا على الخلق . وخصص بعضهم الطغيان بالتجاوز عن حدود القرآن بتحليل حرامه وتحريم حلاله . وهذه الآية أصل عظيم في الشريعة فيكون الترتيب في الوضوء واجباً كما ورد في القرآن ، وكذلك القول في الحدود والكفارات ونصاب الزكاة وأعداد الركعات وغيرها من جميع المأمورات والمنهيات . ويجب الاحتياط في المسائل الاجتهادية وفي القياسات . وكذا في الأخلاق والملكات وفي كل ما له طرفا إفراط وتفريط فهما مذمومان . والمحمود هو الوسط وهو الصراط المستقيم المأمور بالاستقامة والثبات عليه . ولا ريب أن معرفته صعبة وبتقدير معرفته فالعمل به والبقاء عليه أصعب ولهذا قال ابن عباس : ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية في القرآن أشد ولا أشق من هذه حتى إن أصحابه قالوا له : لقد أسرع فيك الشيب فقال صلى الله عليه وسلم : شيبتني هود أعني هذه الآية منها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.