غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُۥ لَن يُؤۡمِنَ مِن قَوۡمِكَ إِلَّا مَن قَدۡ ءَامَنَ فَلَا تَبۡتَئِسۡ بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ} (36)

25

قوله سبحانه : { وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن } إقناط له من إيمانهم الذي كان يتوقعه منهم بدليل قوله : { إلا من قد آمن } فإن " قد " للتوقع . وقوله : { فلا تبتئس } تسلية له أي لا تحزن بما فعلوه من تكذيبك وإيذائك فقد حان وقت الانتقام منهم . قال أكثر المعتزلة : إنه لا يجوز أن ينزل الله عذاب الاستئصال على قوم يعلم أن فيهم من يؤمن أو في أولادهم من يؤمن بدليل دعاء نوح { رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } [ نوح :26 ] إلى قوله : { إلا فاجراً كفاراً } [ نوح :27 ] علل الإهلاك بمجموع الأمرين فدل ذلك على أنهما لو لم يحصلا لم يجز الإهلاك . وذهب كثير منهم إلى الجواز ، فليس كل خبر معلوم بواجب الوقوع نعم كلما يقع يجب أن يكون على الوجه الأصلح . ومذهب الأشاعرة في هذا المعنى ظاهر فله أن يفعل في ملكه ما شاء .

/خ49