{ وإذا رأى الذين أشركوا شركاءهم } ، وهي الأصنام أو الشياطين الذين دعوا الكفار إلى الكفر ، وكانوا قرناءهم في الغي . قاله الحسن . { قالوا ربنا هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوا } ، أي : نعبدهم من دونك . قال أبو مسلم الأصبهاني : مقصود المشركين : إحالة هذا الذنب على تلك الأصنام ، ظناً منهم أن ذلك ينجيهم من عذاب الله أو ينقص منه ، وزيفه القاضي بأن الكفار يعلمون في الآخرة علماً ضرورياً أن العذاب ينزل بهم ، ولا نصرة ولا شفاعة ، فما الفائدة في هذا القول ؟ والإنصاف : أن الغريق يتعلق بكل شيء ، والمبهوت قد يقول ما لا فائدة فيه ، على أن العلم الضروري الذي ادعاه القاضي ممنوع . وقيل : إن المشركين يقولون هذا الكلام تعجباً من حضور تلك الأصنام مع أنه لا ذنب لها ، واعترافاً بأنهم كانوا خاطئين في عبادتها . { فألقوا إليهم القول } ، أي : قال الأصنام أو الشياطين للكفار : { إنكم لكاذبون } ، فإن قيل : إن المشركين أشاروا إلى الأصنام أن هؤلاء شركاؤنا الذين كنا ندعوهم من دونك ، وقد كانوا صادقين في ذلك ، فكيف كذبتهم الأصنام ؟ فالجواب أن المراد من قولهم : { هؤلاء شركاؤنا } ، هؤلاء شركاء الله في المعبودية ، فكذبتهم الأصنام في إثبات هذه الشركة ، وفي قولهم : إنها تستحق العبادة . قال جار الله : إن أراد بالشركاء الشياطين ، جاز أن يكونوا كاذبين في قوله : { إنكم لكاذبون } ، كما يقول الشيطان : { إني كفرت بما أشركتموني من قبل } [ إبراهيم : 22 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.