غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَمۡلِكُ لَهُمۡ رِزۡقٗا مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ شَيۡـٔٗا وَلَا يَسۡتَطِيعُونَ} (73)

71

ولما عدّد بعض الآيات الدالة على الإقرار بالتوحيد أنكر صنيع أهل الشرك عليهم قائلاً : { ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقاً } ، قال جار الله : إن كان بمعنى المصدر نصبت به شيئاً ، أي : لا يملك أن يرزق شيئاً ، وإن أردت المرزوق ، كان شيئاً بدلاً منه ، بمعنى : قليلاً ، أو يكون تأكيداً للا يملك ، أي : لا يملك شيئاً من الملك . و { من السموات والأرض } ، صلة للرزق إن كان مصدراً ، بمعنى : لا يرزق من السموات مطراً ، ولا من الأرض نباتاً ، وصفة إن كان اسماً لما يرزق . أما الضمير في { ولا يستطيعون } ، فعائد إلى ما بعد أن قيل : " لا يملك " ، على اللفظ المفرد ، وجمع بالواو والنون بناء على زعمهم أن الأصنام آلهة . والفائدة في نفي الاستطاعة عنهم : أن من لا يملك شيئاً قد يكون موصوفاً باستطاعة أن يتملك بطريق من الطرق ، فبيّن تعالى أنها لا تملك ولا تستطيع تحصيل الملك . وجوّز في الكشاف أن يكون الضمير للكفار ، أي : لا يستطيع هؤلاء مع أنهم أحياء متصرفون ، فكيف بالجماد الذي لا حس له ؟ .

/خ83