غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنۢ بُيُوتِكُمۡ سَكَنٗا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ بُيُوتٗا تَسۡتَخِفُّونَهَا يَوۡمَ ظَعۡنِكُمۡ وَيَوۡمَ إِقَامَتِكُمۡ وَمِنۡ أَصۡوَافِهَا وَأَوۡبَارِهَا وَأَشۡعَارِهَآ أَثَٰثٗا وَمَتَٰعًا إِلَىٰ حِينٖ} (80)

71

ومن جملة أحوال الإنسان قوله :{ والله جعل لكم من بيوتكم سكناً } ، هو ما يسكن إليه من بيت أو إلف . { وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً } ، هي القباب والأبنية من الأدم والأنطاع ، { تستخفونها } ، أي : تعدونها خفيفة المحمل في الضرب والنقض والنقل . { يوم ظعنكم } ، أي : في وقت ارتحالكم . والظعن : بفتح العين وسكونها ، سير أهل البادية لنجعة ، ثم استعمل في كل شخوص لسفر . { ويوم إقامتكم } ، لا يثقل عليكم حفظها ونقلها من مكان إلى مكان ، ويمكن أن يكون اليوم على حقيقته ، أي : يوم ترجعون خف عليكم حملها ونقلها ، ويوم تنزلون وتقيمون في مكان لم يثقل عليكم ضربها . { ومن أصوافها } ، وهي للضأن ، { وأوبارها } ، وهي للإبل ، { وأشعارها } ، وهي للمعز ، { أثاثاً } : وهو متاع البيت . قال الفراء لا واحد له . وقال أبو زيد : الأثاث : المال أجمع ، الإبل والغنم والعبيد والمتاع ، الواحدة أثاثة . قال ابن عباس : أراد طنافس وبسطاً وثياباً وكسوة . وقال الخليل : أصله من أن النبات والشعر يئث : إذا كثر . قيل : إنه تعالى عطف قوله : { ومتاعاً } ، على { أثاثاً } ، فوجب أن يتغايرا فما الفرق ؟ وأجيب بأن الأثاث : ما يكتسي به المرء ويستعمله من الغطاء والوطاء . والمتاع : ما يفرش في المنازل ويتزين به . قلت : لا يبعد أن يراد بالأثاث والمتاع ما هو الجامع بين الوصفين ، كونه أثاثاً ، وكونه مما يتمتع به . { إلى حين } ، أي : إلى أن تقضوا أوطاركم منه ، أو إلى أن تبلى وتفنى ، أو إلى الموت ، أو إلى القيامة .

/خ83