غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَلَا يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي مِرۡيَةٖ مِّنۡهُ حَتَّىٰ تَأۡتِيَهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةً أَوۡ يَأۡتِيَهُمۡ عَذَابُ يَوۡمٍ عَقِيمٍ} (55)

42

ثم بين أن الأعصار إلى قيام الساعة لا تخلو ممن يكون في شك من القرآن والرسول واليوم العقيم . قيل : يوم بدر لأنه لا مثل له في عظم أمره لقتال الملائكة فيه ، أو لأنه لا خير فيه للكفار من قولهم " ريح عقيم " إذا لم تنشئ مطراً ولم تلقح شجراً ، أو لأن يوم الحرب يقال له " العقيم " من حيث أن أولاد النساء يقتلون فيه فيصرون كأنهن عقم لم يلدن ، أو من حيث إن المقاتلين يقال لهم " أبناء الحرب " فإذا قتلوا بقي الحرب بلا أبناء . وعن الضحاك أنه يوم القيامة لأنهم لا يرون فيه خيراً ، أو لأن كل ذات حمل تضع فيه حملها ، أو لأنه لا ليل فيه فيستمر كاستمرار المرأة على عدم الولادة . ولا تكرار على هذا القول لأن المراد بالساعة مقدماته ، أو المراد حتى تأتيهم الساعة بغتة أو يأتيهم عذابها ، فوضع يوم عقيم مقام الضمير . واستحسن بعض الأئمة قول الضحاك ورجحه لأن الأول يلزم منه أن الكفار ينتهي شكهم في يوم بدر وليس كذلك فإنهم في مرية بعد يوم بدر أيضاً . ويمكن أن يقال : " أو " للعطف على أول الآية فيكون المراد بالذين كفروا في الأول الجنس ، وفي الثاني العهد . سلمنا أنه للعطف على { تأتيهم } إلا أن اللام في { الذين كفروا } للجنس فيقع على الذين ما انتهى شكهم إلى يوم القيامة ويحتمل أن يراد بالساعة وقت موت كل واحد وبعذاب يوم عقيم القيامة .

/خ64