وتقدّم { فتقطعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً } وما قيل فيها {[32982]} .
المعنى : وأن هذه ملتكم وشريعتكم التي أنتم عليها أمةً واحدةً ، أي : ملة واحدة وهي الإسلام{[32983]} . فإن قيل : لمّا كانت شرائعهم مختلفة فكيف يكون دينهم واحداً ؟
فالجواب : أنّ المراد من الدين ما لا يختلفون من أصول الدين من معرفة ذات الله وصفاته ، وأما الشرائع فإن الاختلاف فيها لا يُسمّى اختلافاً في الدين ، فكما يقال في الحائض والطاهر من النساء : إن دينهن واحد وإن افترق تكليفهما فكذا هنا {[32984]} .
وقيل : المعنى : أمرتكم بما أمرت به المرسلين من قبلكم ، وأمركم واحد {[32985]} .
{ وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فاتقون } فاحذرون ، { فتقطعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } أي : تفرقوا فصاروا فرقاً يهوداً ، ونصارى ، ومجوساً . «زُبُراً » أي : فرقاً وقطعاً مختلفة ، واحدها ( زَبُور ) ، وهو الفرقة والطائفة ، ومثلها «الزُّبْرَة » وجمعها «زُبَر »{[32986]} ومنه «زُبَرَ الحَدِيدِ »{[32987]} .
وقرأ بعض أهل الشام : «زُبَراً » بفتح الباء{[32988]} . وقال مجاهد{[32989]} وقتادة «زُبراً » أي : كتباً ، أي : دان كلّ فريق بكتاب غير الكتاب الذي دان به الآخر .
وقيل : جعلوا كتبهم قطعاً آمنوا بالبعض وكفروا بالبعض وحرّفوا البعض { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } بما عندهم من الدين معجبون مسرورون{[32990]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.