فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ} (53)

ثم ذكر سبحانه ما وقع من الأمم من مخالفتهم لما أمرهم به الرسل فقال :

{ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا } الفاء لترتيب عصيانهم على ما سبق من الأمر بالتقوى ، والضمير يرجع إلى ما يدل عليه لفظ الأمة ، والمعنى أنهم جعلوا دينهم مع اتحاده قطعا متفرقة واديانا مختلفة ، قال المبرد : زبرا فرقا وقطعا مختلفة ، واحدها زبور ، وهي الفرقة والطائفة ، ومثله الزبرة وجمعها زبر بالضم والفتح قيل معنى زبرا كتبا ، فوصف سبحانه الأمم بأنهم اختلفوا ، فاتبعت فرقة التوراة وفرقة الزبور وفرقة الإنجيل ، ثم حرفوا وبدلوا ، وفرقة مشركة اتبعوا ما رسمه لهم آباؤهم من الضلال ، قرئ زبرا بضم الباء ، وقرئ بفتحها ، أي قطعا كقطع الحديد { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } أي كل فريق من هؤلاء المختلفين بما عندهم من الدين معجبون مسرورون ، لاعتقادهم أنهم على الحق .