غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا} (52)

51

فعليه أن يترك طاعة الكافرين فيما يريدونه عليه مما يوافق أهواءهم .

النهي كقولك للمتحرك " لا تسكن " لا كقولك للساكن " لا تسكن " فإنه صلى الله عليه وسلم لم يترك طاعة الله طرفة عين . ثم بالغ في النهي بأن أمره بضدّه قائلاً { وجاهدهم به } أي بالقرآن أو بترك طاعتهم أو بسبب كونك نذير القرى كلها لأنه لو بعث في كل قرية نذيراً لم يكن على كل نذير إلا مجاهدة قريته . وحين اقتصر على نذير واحد لكل القرى وهو محمد صلى الله عليه وسلم فلا جرم اجتمع عليه تلك المجاهدات كلها فكبر جهاده وعظم وصار جامعاً لكل مجاهدة .

/خ77