غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلۡمَآءِ بَشَرٗا فَجَعَلَهُۥ نَسَبٗا وَصِهۡرٗاۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرٗا} (54)

51

الاستدلال الخامس : من أحوال خلقة الإنسان والماء إما العنصر كقوله : { وجعلنا من الماء كل شيء حي } أو النطفة . ومعنى { فجعله نسباً وصهراً } أنه قسم البشر قسمين ذوي نسب وذوات صهر ، والأول الذكور ينسب إليهم فيقال : فلان وفلانة بنت فلان ومنه أخذ الشاعر :

بنونا بنو أبنائنا وبناتنا *** بنوهن أبناء الرجال الأباعد

والثاني الإناث التي يصاهر بهن ونحوه قوله عز من قائل { فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى } [ القيامة : 39 ] والأصهار أهل بيت المرأة عن الخليل . قال : ومن العرب من يجعل الصهر من الأحماء والأختان . يقال : صاهرت إليهم إذا تزوّجت فيهم . { وكان ربك قديراً } حين خلق من ماء واحد صنفين مختلفين بل أشخاصً متباينة لا تكاد تنحصر .

/خ77