اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَلَا تُطِعِ ٱلۡكَٰفِرِينَ وَجَٰهِدۡهُم بِهِۦ جِهَادٗا كَبِيرٗا} (52)

{ فَلاَ تُطِعِ الكافرين } فيما يدعونك إليه من موافقتهم وهذا يدل على أن النهي عن الشيء لا يقتضي كون المنهي عنه مشتغلاً به{[36391]} .

قوله : «وَجَاهِدْهُمْ بِهِ » أي : بالقرآن{[36392]} ، أو بترك الطاعة المدلول عليه بقوله : «فَلاَ تُطِع » ، أو بما دل عليه { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً } من كونه نذير كافة القرى ، أو بالسيف{[36393]} .

والأقرب الأول ؛ لأن السورة مكية ، والأمر بالقتال ورد بعد الهجرة بزمان ، فالمراد بذل الجهد في الدعاء جهاداً كبيراً شديداً .


[36391]:انظر الفخر الرازي 24/100.
[36392]:انظر القرطبي 13/58.
[36393]:انظر القرطبي 13/58.