غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{ثُمَّ قَبَضۡنَٰهُ إِلَيۡنَا قَبۡضٗا يَسِيرٗا} (46)

21

{ ثم قبضناه } أي أزلنا الظل لا دفعه بل يسيراً يسيراً فإنه كلما ازداد ارتفاع الشمس ازداد نقصان الإظلال في جانب المغرب شيئاً بعد شيء ، وفي القبض على هذا الوجه منافع جمة . الثاني أنه سبحانه لما خلق السماء والأرض ألقت السماء ظلها على الأرض ممدوداً منبسطاً ، ولو شاء لجعله ساكناً مستقراً على تلك الحالة ، ثم خلق الشمس وجعلها دليلاً على ذلك الظل ، لأن الظل يتبعها كما يتبع الدليل في الطريق من حيث إنه يزيد بها وينقص ويمتد ويتقلص ، ثم لقبض الظل معنيان : أحدهما : انتهاء الإظلال إلى غاية مّا من النقصان بالتدريج ، وثانيهما قبضه عند قيام الساعة بقبض أسبابه وهي الأجرام النيرة . وقوله { إلينا } يؤكد هذا المعنى الثاني فيكون قوله { يسيراً } كما قال { ذلك حشر علينا يسير } [ ق : 44 ] .

/خ50