غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (50)

43

قال ابن عباس { فإِن لم يستجيبوا لك } معناه فإن لم يؤمنوا بما جئت به من الحجج . وقال مقاتل : فإن لم يمكنهم أن يأتوا بكتاب أفضل منهما . وهذا أشبه بالآية ، وهذا الشرط شرط يدل بالأمر المتحقق لصحته وإلا فالظاهر أن لو قيل فإذا لم يستجيبوا . ويجوز أن يقصد بحرف الشك التهكم . وإنما لم يقل " فإن لم يأتوا " لأن قوله { فأتوا } أمر والأمر دعاء إلى الفعل فناسب الاستجابة والتقدير : فإن لم يستجيبوا دعاءك إلى الإتيان بالكتاب الأهدى فاعلم أنهم صاروا محجوبين ولم يق لهم شيء إلا اتباع الهوى . وفي قوله { ومن أضل ممن اتبع هواه } حال كونه { بغير هدى من الله } إشارة إلى فساد طريقة التقليد . استدلت الأشاعرة بقوله { إن الله لا يهدي القوم الظالمين } أي الذين وضعوا الهوى مكان الهدى على أن هداية الله تعالى خاصة بالمؤمن . وقالت المعتزلة : الألطاف منها ما يحسن فعلها مطلقاً ومنها مالا يحسن إلا بعد الإيمان وإليه الإشارة بقوله { والذين اهتدوا زادهم هدى } [ محمد : 17 ] والآية محمولة على القسم الثاني دون الأول وإلا كان عدم الهداية عذراً لهم .

/خ70