قال ابن عباس { فإِن لم يستجيبوا لك } معناه فإن لم يؤمنوا بما جئت به من الحجج . وقال مقاتل : فإن لم يمكنهم أن يأتوا بكتاب أفضل منهما . وهذا أشبه بالآية ، وهذا الشرط شرط يدل بالأمر المتحقق لصحته وإلا فالظاهر أن لو قيل فإذا لم يستجيبوا . ويجوز أن يقصد بحرف الشك التهكم . وإنما لم يقل " فإن لم يأتوا " لأن قوله { فأتوا } أمر والأمر دعاء إلى الفعل فناسب الاستجابة والتقدير : فإن لم يستجيبوا دعاءك إلى الإتيان بالكتاب الأهدى فاعلم أنهم صاروا محجوبين ولم يق لهم شيء إلا اتباع الهوى . وفي قوله { ومن أضل ممن اتبع هواه } حال كونه { بغير هدى من الله } إشارة إلى فساد طريقة التقليد . استدلت الأشاعرة بقوله { إن الله لا يهدي القوم الظالمين } أي الذين وضعوا الهوى مكان الهدى على أن هداية الله تعالى خاصة بالمؤمن . وقالت المعتزلة : الألطاف منها ما يحسن فعلها مطلقاً ومنها مالا يحسن إلا بعد الإيمان وإليه الإشارة بقوله { والذين اهتدوا زادهم هدى } [ محمد : 17 ] والآية محمولة على القسم الثاني دون الأول وإلا كان عدم الهداية عذراً لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.