غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ ٱلطُّورِ إِذۡ نَادَيۡنَا وَلَٰكِن رَّحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوۡمٗا مَّآ أَتَىٰهُم مِّن نَّذِيرٖ مِّن قَبۡلِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (46)

ثم ذكر أوسط أمر موسى وأشرف أحواله وبين أنه لم يكن هناك فقال { وما كنت بجانب الطور إذ نادينا } الأظهر أنه يريد مناداة موسى ليلة المناجاة وتكليمه . وعن بعض المفسرين أنه أراد قوله { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها } [ الأعراف :156 ] إلى قوله { المفلحون } [ الأعراف : 157 ] وقال ابن عباس : إذ نادينا أمتك في أصلاب آبائهم يا أمة محمد أجيبكم قبل أن تدعوني وأعطيكم قبل أن تسألوني وأغفر لكم قبل أن تستغفروني . قال : وإنما قال الله تعالى ذلك حين اختار موسى سبعين رجلاً لميقات ربه . وقال وهب : لما ذكر الله لموسى فضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال : يا رب أرنيهم . قال : إنك لن تدركهم وإن شئت أسمعتك أصواتهم . قال : بلى يا رب . فقال : يا أمة محمد فأجابوه من أصلاب آبائهم فقال سبحانه : أجبتكم قبل أن تدعوني الحديث كما ذكر ابن عباس . وروى سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في قوله { وما كنت بجانب الطور إذ نادينا } قال : " كتب الله كتاباً قبل أن يخلق الخلق بألفي عام ثم وضعه على العرش ثم نادى يا أمة محمد : إن رحمتي سبقت غضبي ، أعطيتكم قبل أن تسألوني ، وغفرت لكم قبل أن تستغفروني ، من لقيني منكم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله أدخله الجنة " قوله { ولكن رحمة } أي ولكنا علمناك { رحمة من ربك } ثم فسر الرحمة بقوله { لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك } أي في زمان الفترة بينك وبين عيسى وهو خمسمائة وخمسون سنة . وقيل : كانت حجة الأنبياء قائمة عليهم ولكنه ما بعث إليهم من يجدد تلك الحجة عليهم ، فبعثه الله تعالى تقريراً لتلك التكاليف وإزالة لتلك الفترة .

/خ70