قوله : { فَإِن لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ } استجاب{[40511]} بمعنى أجاب ، قال ابن عباس : يريد فإن لم يؤمنوا بما جئت به من الحجج{[40512]} ، وقال مقاتل : فإن لم يمكنهم أن يأتوا بكتاب أفضل منهما ، وهذا أشبه بالآية{[40513]} ، قال الزمخشري : فإن قلت ما الفرق بين فعل الاستجابة في الآية وبينه في قوله :
4010 - فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ{[40514]} *** . . .
حيث عدِّي بغير لام{[40515]} ؟ قلت : هذا الفعل يتعدى إلى الدعاء بنفسه وإلى الداعي باللام ، ويحذف الدعاء إذا عُدِّي إلى الداعي في الغالب ، فيقال : استجاب الله دعاءه أو : استجاب به ، ولا يكاد يقال : استجاب له دعاءه ، وأما البيت فمعناه : فلم يستجب دعاءه على حذف المضاف{[40516]} . وقد تقدم تقرير هذا في البقرة{[40517]} ، وأنَّ استجاب بمعنى أجاب ، والبيت الذي أشار إليه هو :
4011 - وَدَاعٍ دَعَا يَا مَنْ يجِيبُ إلى النِّدَا *** فَلَمْ يَسْتَجِبْهُ عِنْدَ ذَاكَ مُجِيبُ{[40518]}
والناس ينشدونه على تعدِّيه بنفسه ، فإن قيل : الاستجابة تقتضي دعاء ، فأين الدعاء هنا ؟ قيل : «فَأتُوا بِكِتَابٍ » أمر ، والأمر دعاء إلى الفعل{[40519]} ، وقال : { فاعلم أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ } أي صاروا ملتزمين طريقه ، ولم يبق شيء{[40520]} إلا اتباع الهوى ، ثم زيّف طريقهم بقوله : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتبع هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى } وهذا من أعظم الدلائل على فساد التقليد ، وأنه لا بد من الحجة والاستدلال{[40521]} { إِنَّ الله لاَ يَهْدِي القوم الظالمين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.