محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (50)

{ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ } أي فلم يأتوا بذلك الكتاب ، ولم يتابعوا الكتابين { فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ } أي الزائغة من غير برهان { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ } الاستفهام إنكاري للنفي . أي لا أحد أضل منه . كيف لا ؟ وهو أظلم الظلمة ، بتقديم هواه على هدى الله . كما قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } أي الذين ظلموا أنفسهم بالانهماك في اتباع الهوى ، والاعراض عن الآيات الهادية إلى الحق المبين .

قال الرازي : وهذا من أعظم الدلائل على فساد التقليد ، وأنه لا بد من الحجة والاستدلال . انتهى .