فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (50)

{ فإن لم يستجيبوا لك } أي : لم يفعلوا ما كلفوا به من الإتيان بكتاب هو أهدى من الكتابين ، وهذا كقوله فإن لم تفعلوا ، وقيل : المعنى فإن لم يستجيبوا لك بالإيمان بما جئت به ، وتعدية يستجيبوا باللام هو أحد الجائزين ، وجواب الشرط { فاعلم أنما يتبعون أهواءهم } أي : آراءهم الزائغة ، واستحساناتهم الزائفة ، بلا حجة ولا برهان ، و ( أنما ) أداة حصر أي أنهم ليس لهم مستند في ذلك ، ومتمسك يتمسكون به ، وإنما لهم محض هواهم الفاسد .

{ ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى ؟ } الاستفهام إنكاري بمعنى النفي ، أي : لا أحد أضل منه ، بل هو الفرد الكامل في الضلال .

{ إن الله لا يهدي القوم الظالمين } لأنفسهم بالكفر وتكذيب الأنبياء والإعراض عن آيات الله .