غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَئِنَّكُمۡ لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ وَتَقۡطَعُونَ ٱلسَّبِيلَ وَتَأۡتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلۡمُنكَرَۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوۡمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُواْ ٱئۡتِنَا بِعَذَابِ ٱللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (29)

1

ومعنى { تقطعون السبيل } تقضون الشهوة بالرجال مع قطع السبيل المعتاد مع النساء . ويجوز أن يكونوا قطاع الطريق والظاهر يشعر به { وتأتون في ناديكم المنكر } أي تضمون إلى قبح فعلكم قبح الإظهار . والنادي هو المجلس ما دام فيه الناس . وعن عائشة : كانوا يتجامعون . وعن ابن عباس : هو الحذف ومضغ العلك وحل الإزار والفحش في المزاح والسخرية بمن مر بهم { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله } ولم يهددوه بنحو القتل والتخويف كما في قصة إبراهيم ، لأن إبراهيم كان يقدح في آلهتهم ويشتمهم بتعديد نقائصهم { يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً } [ مريم : 42 ] فجعلوا جزاءه شر الجزاء . وأما لوط فكان ينكر عليهم فعلهم فهددوه بالإحراج أوّلاً { أخرجوا آل لوط من قريتكم } [ النمل : 56 ] واقترحوا من عذاب الله ثانياً . ويجوز أن يكون على سبيل الاستهزاء فلا جرم .

/خ1