ثم أخبر عن حالهم وكان كما قال وهو آية الإعجاز بجملة مستأنفة هي { لن يضروكم إلا أذى } الإضرار ألا يجاوز أذى بقول كطعن في الدين أو تهديد أو تحريف نص أو إلقاء شبهة أو إظهار كلمة الكفر بإشراكهم عزيراً والمسيح . والأذى مصدر كالأسى يقال : يفعلون أذاه يؤذيه أذى وأذاة وأذية . والأذى نوع من الضر فصح انتصابه به والتقدير : لن يضروكم شيئاً من أنواع الضرر إلا ضرراً يسيراً . ومن هذا تبين أن الاستثناء ليس بمنقطع على ما ظن { وإن قاتلوكم يولوكم الأدبار } منهزمين { ثم لا ينصرون } وإنما لم يجزم بالعطف على { يولوكم } لئلا يصير نفي النصر مقيداً بمقاتلتهم بل يرفع ليكون نفي النصر وعداً مطلقاً ، وتكون هذه الجملة معطوفة على جملة الشرط والجزاء كأنه قيل : أخبركم أنهم إن يقاتلوكم وينهزموا ، ثم أخبركم وأبشركم أن النصر والقوة منتفٍ عنهم رأساً فلن يستقيم لهم أمر ألبتة .
ومعنى " ثم " إفادة التراخي في الرتبة لأن الإخبار بتسليط الخذلان عليهم أينما كانوا أعظم من الإخبار بانهزامهم عند القتال . فإن قيل : هب أن اليهود كذلك ، لكن النصارى قد يوجحد لهم قوة وشوكة في ديارهم . قلنا : هذه الآيات مخصوصة باليهود وأسباب النزول تدل على ذلك ، فكان كما أخبر من حال بني قريظة والنضير وبني قينقاع وأهل خيبر ، أو لعل نفي النصرة عنهم بعد القتال ولم يوجد نصراني بهذه الحالة . وفي الآية تشجيع للمؤمنين وتثبيت لمن آمن من أهل الكتاب كيلا يلتفتوا إلى تضليلاتهم وتحريفاتهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.