غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{۞قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّآ أَوۡ إِيَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (24)

22

وحين بين بقوله { قل ادعوا } أنه لا يدفع الضر إلا هو أشار بقوله { قل من يرزقكم } إلى أن جلب النفع لا يكمل إلا به . وههنا نكتة هي أنه قال في دفع الضر { قالوا الحق } وفي طلب النفع قال { قل الله } تنبيهاً على أنهم في الضراء مقبلون على الله معترفون به ، وفي السراء معرضون عنه غافلون لا ينتبهون إلا بمسه . وقوله { وإنا أو إياكم } من الكلام المنصف الذي يتضمن قلة شغب الخصم وفلّ شوكته بالهوينا . وفي تخالف حرفي الجر في قوله { لعلى هدى أو في ضلال } إشارة إلى أن أهل الحق راكبون مطية الهدى مستعلون على متنها ، وأن أهل الباطل منغمسون في ظلمة الضلال لا يدرون أين يتوجهون . وإنما وصف الضلال بالمبين وأطلق الهدى لأن الحق كالخط المستقيم واحد ، والباطل كالخطوط المنحنية لا حصر لها فبعضها أدخل في الضلالة من بعض وأبين .

/خ54