غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَاذَا عَلَيۡهِمۡ لَوۡ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقَهُمُ ٱللَّهُۚ وَكَانَ ٱللَّهُ بِهِمۡ عَلِيمًا} (39)

31

ثم استفهم على سبيل الإنكار فقال : { وماذا عليهم } أي أيّ تبعة ووبال عليهم ؟ أو ما الذي عليهم في باب الإيمان والإنفاق في سبيل الله ؟ والمراد التوبيخ وإلاّ فكل منفعة في ذلك كما يقال للمنتقم : ما ضرك لو عفوت ؟ وللعاق : ما كان يرزؤك لو كنت باراً ؟ { وكان الله بهم عليماً } بعث على إصلاح أفعال القلوب التي يطلع عليها علام الغيوب ، وردع عن دواعي النفاق والرياء والسمعة والفخار . احتج القائلون بأن الإيمان يصح على سبيل التقليد بأن قوله : { وماذا عليهم لو آمنوا } مشعر بأن الإتيان بالإيمان في غاية السهولة والاستدلال في غاية الصعوبة . وأجيب بأن الصعوبة في الإيمان الاستدلالي التفصيلي لا الإجمالي . وقال جمهور المعتزلة : لو كانوا غير قادرين لم يقل : { وماذا عليهم } كما لا يقال للمرأة ماذا عليها لو كانت رجلاً ، وللقبيح ماذا عليه لو كان جميلاً . وأجيب بعدم التحسين والتقبيح العقليين وأنه لا يسأل عما يفعل .

/خ40