الآية 39 وقوله تعالى : { وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم والآخر } هذا ، والله أعلم صلة قوله : { والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } { وأنفقوا مما رزقهم اله } ذلك أنهم كانوا ينفقون مراآة طلب الرئاسة وإبقاءها فقال : { وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله } تبقى لهم الرئاسة ويكون لهم الذكر ، بل ( لو آمنوا كانوا ) {[5615]} في الإيمان أكثر ذكرا وأعظم قدرا ومنزلة ألا ترى انه من أسلم منهم من الأئمة من نحو ابن سلام وغيره كان لهم ذكر في الإسلام وبعد من غير حاجة وقعت بهم إليهم من حق شرائع الإسلام ؟ ومن تاب منهم من{[5616]} الرئاسة والمنافع التي تطعمون وصولها غليكم ، وغير ذلك ( حين قلتم ) {[5617]} { إن نتبع الهدى معك نخطف من أرضنا } ( القصص 57 ) فقال : { وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر } أي لم يكن مما خافوا باتباع الهدى قليلا أو{[5618]} كثيرا .
وقوله تعالى : { وكان الله بهم عليما } يحتمل وجهين :
( أحدهما ) {[5619]} : يحتمل انه يكون على علم منه يفعلون ( ما يفعلون ) {[5620]} من فعل الكفر من خلق إبليس لا عن جهل ولا غفلة ليس كصنيع ملوك الأرض أنهم إذا فعلوا فعلا ثم أقبل{[5621]} الخلاف فإنما ذلك لغفلة منهم وجهل بالعواقب فالله سبحانه وتعالى : ( ولم ) {[5622]} يزل عالما للكنه تركهم على ذلك لما ( لا ) {[5623]} يلحقه الضرر بالعصيان ولا النفع بالطاعة بل حاصل الضرر والنفع يرجع إليهم .
والثاني : يخرج مخرج التحذير لهم والتنبيه لا من علم أن من علم آخر يعلم بصنيعه كان أحذر وأخوف ممن يعلم أنه ليس عليه حافظ . وعلى هذا يخرج قوله : { كراما كاتبين } { يعلمون ما تفعلون } ( الانفطار 11 و12 ) ليكونوا على حذر من ذلك .
وقيل : { وكان بهم عليما } ( يحتمل وجهين :
أحدهما : ) {[5624]} : أنهم لم يؤمنوا في ( قوله ) {[5625]} أيضا : { وكان الله بهم عليما } أي انشأهم ليعلم الخلائق أن مخالفتهم إياه لا تضره ، إذ كل ما يضره الخلاف لا يتولى ابتداءه إلا على الغفلة ببعضه من الضرر يلحقه بالخلاف .
والثاني : على التحذير وقت الفعل بتذكير المراقب عليه ما عليه الأمر المعتاد من الانتهاء عن أمور تهواها النفس بالمراقب عليه . ويحتمل كان على إرادة نفي حديثه العلم ، أو أخبر بعلمه بفعلهم وماله من الجزاء والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.