ثم إن الله سبحانه أخبر عن مخلفي الحديبية بأنهم سيدعون إلى قوم أولي قوة ونجدة في الحروب . وقيل : هم هوازن وغطفان . وقيل : هم الروم ، غزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في تبوك . والأكثرون على أن القوم أولي البأس الشديد هم بنو حنيفة قوم مسيلمة وأهل الردة الذين حاربهم أبو بكر الصدّيق لأنه تعالى قال { تقاتلونهم أو يسلمون } ومشركو العرب والمرتدون هم الذين لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، ومن عداهم من مشركي العجم وأهل الكتاب والمجوس تقبل منهم الجزية . هذا عند أبي حنيفة ، وأما الشافعي فعنده لا تقبل الجزية إلا من أهل الكتاب ، والمجوس دون مشركي العجم والعرب . وقد يستدل بهذا على إمامة أبي بكر فإنهم لم يدعوا إلى حرب في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن بعد وفاته ولاسيما فيمن يزعم أنه نزل فيهم { لن تخرجوا معي أبداً } [ التوبة : 83 ] اللهم إلا أن يقال : المراد لن تخرجوا معي ما دمتم على حالكم من مرض القلوب والاضطراب في الدين ، أو أنهم لا يتبعون الرسول إلا متطوّعين لا نصيب لهم في المغنم قاله مجاهد . وقوله { أو يسلمون } رفع على الاستئناف يعني أو هم يسلمون . ويجوز أن يراد إلى أن يسلموا ، فحين حذف " أن " رفع الفعل . وقيل : الإسلام هاهنا الانقياد فيشمل إعطاء الجزية أيضاً . والأجر الحسن في الدنيا الغنيمة ، وفي الآخرة الجنة . وقيل : الغنيمة فقط بناء على أن الآية في المنافقين ، وعلى هذا لا يتم الاستدلال على إمامة الخلفاء . وقوله { من قبل } أي في الحديبية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.