غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ} (19)

1

والطبق ما يطابق غيره ومنه قيل للغطاء " الطبق " . ثم قيل للحال المطابقة لغيرها طبق .

وقوله { عن طبق } حال من فاعل { لتركبن } أو صفة أي طبقاً مجاوزاً لطبق ، ف " عن " تفيد البعد والمجاوزة أي حالاً بعد حال ، كل واحدة مطابقة لأختها في الشدة والهول . وجوز أن يكون جمع طبقة أي أحوالاً بعد أحوال هي طبقات في الشدّة ، فبعضها أرفع من بعض وهي الموت وما بعده من أهوال القيامة كأنهم لما أنكروا البعث أقسم الله سبحانه أن ذلك كائن وأن الناس يلقون بعد الموت شدائد متنوّعة وأحوالاً مترتبة حتى يتبين السعيد من الشقي والمحسن من المسيء . وقيل : لتركبن سنة الأولين من المكذبين المهلكين . عن مكحول : كل عشرين عاماً تجدون أمراً لم تكونوا عليه . والركوب على هذه التفاسير مجاز عن الحصول على تلك الحالة . وقد يقال على قراءة فتح الباء : إنها صيغة الغائبة والضمير للسماء وأحوالها المختلفة انشقاقها ثم انفطارها ، ولعل هذا كمال الانحراف ثم صيرورتها وردة كالدهان أو كالمهل وهذا القول مناسب لأول السورة وهو مرويّ عن ابن مسعود . وقيل : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أعباء الرسالة وأنه يجب عليه أن يتلقاه بالصبر والتحمل إلى أوان الظفر والغلبة كقوله { لتبلوّن في أموالكم وأنفسكم } [ آل عمران :86 ] وعن ابن عباس وابن مسعود أن المراد حديث الإسراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم ركب أطباق السماء . وبين القسم والمقسم عليه مناسبة لأنه أقسم بتغيرات واقعة في الأفلاك والعناصر على صحة إيجاد سائر التغايير من أحوال القيامة وغيرها .

/خ25