مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{وَٱلۡأَنۡعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمۡ فِيهَا دِفۡءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنۡهَا تَأۡكُلُونَ} (5)

وخلق ما لا بد منه من خلق البهائم لأكله وركوبه وحمل أثقاله وسائر حاجاته وهو قوله { والأنعام خَلَقَهَا لَكُمْ } وهي الأزواج الثمانية وأكثر ما يقع على الإبل ، وانتصابها بمضمر يفسره الظاهر كقوله { والقمر قدرناه مَنَازِلَ } [ ياس : 39 ] أو بالعطف على الإنسان أي خلق الإنسان والأنعام ثم قال خلقها لكم أي ما خلقها إلا لكم يا جنس الإنسان { فِيهَا دِفْءٌ } هو اسم ما يدفأ به من لباس معمول من صوف أو وبر أو شعر { ومنافع } وهي نسلها ودرها { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } قدم الظرف وهو يؤذن بالاحتصاص ، وقد يؤكل من غيرها لأن الأكل منها هو الأصل الذي يعتمده الناس في معايشهم وأما الأكل من غيرها كالدجاج والبط وصيد البر والبحر فكغير المعتد به وكالجاري مجرى التفكه