روي أن أُبيَّ بنَ خلفٍ الجُمَحي أتى النبيَّ عليه السلام بعظم رميم فقال : يا محمد أترى الله تعالى يحيي هذا بعد ما قد رمّ فنزلت { والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون } .
{ والأنعام } وهي الأزواجُ الثمانية من الإبل والبقر والضأن والمعَزِ ، وانتصابُها بمضمر يفسره قوله تعالى : { خَلَقَهَا } أو بالعطف على الإنسان ، وما بعده بيانُ ما خُلق لأجله والذي بعده تفصيلٌ لذلك ، وقوله تعالى : { لَكُمْ } إما متعلقٌ بخلَقها ، وقوله : { فِيهَا } خبرٌ مقدم ، وقوله : { دِفْء } مبتدأٌ وهو ما يُدفأ به فيقي من البرد ، والجملةُ حالٌ من المفعول أو الظرفُ الأول خبرٌ للمبتدأ المذكور ، وفيها حال من دفء إذ لو تأخر لكان صفة { ومنافع } هي دَرّها ورُكوبها وحملُها والحِراثة بها وغيرُ ذلك ، وإنما عبّر عنها بها ليتناول الكل مع أنه الأنسب بمقام الامتنان بالنعم ، وتقديمُ الدفء على المنافع لرعاية أسلوب الترقي إلى الأعلى { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } أي تأكُلون ما يؤكل منها من اللحوم والشحوم وغيرِ ذلك ، وتغييرُ النظم للإيماء إلى أنها لا تبقى عند الأكل كما في السابق واللاحقِ ، فإن الدفءَ والمنافعَ والجَمال يحصل منها وهي باقيةٌ على حالها ، ولذلك جُعلت محالَّ لها بخلاف الأكل ، وتقديمُ الظرف للإيذان بأن الأكلَ منها هو المعتادُ المعتمدُ في المعاش لأن الأكلَ مما عداها من الدجاج والبط وصيد البرِّ والبحرِ من قبيل التفكّه مع أن فيه مراعاةً للفواصل ، ويحتمل أن يكون معنى الأكلِ منها أكلَ ما يحصل بسببها فإن الحبوبَ والثمارَ المأكولة تُكتسب بإكراء الإبلِ وبإثمار نِتاجها وألبانها وجلودها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.