مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{كُلُّ ذَٰلِكَ كَانَ سَيِّئُهُۥ عِندَ رَبِّكَ مَكۡرُوهٗا} (38)

{ كُلُّ ذلك كَانَ سَيّئُهُ } كوفي وشامي على إضافة سيء إلى ضمير «كل » . { سيئة } غيرهم { عِنْدَ رَبّكَ مَكْرُوهًا } ذكر { مكروهاً } لأن السيئة في حكم الأسماء بمنزلة الذنب والإثم زال عنه حكم الصفات فلا اعتبار بتأنيثه ألا تراك تقول : «الزنا سيئة » ، كما تقول : «السرقة سيئة » ، فإن قلت : الخصال المذكورة بعضها سييء وبعضها حسن ولذلك قرأ من قرأ { سيئة } بالإضافة أي ما كان من المذكور سيئاً كان عند الله مكروهاً فما وجه قراءة من قرأ { سيئة } قلت : كل ذلك إحاطة بما نهى عنه خاصة لا بجميع الخصال المعدودة .